ستبقى جريمة 14 فبراير (شباط) حدثاً جسيماً فارقاً منذ 19 عاماً ليس كغيره من الأحداث الجلل التي عصفت بلبنان خلال الخمسين سنة الماضية. أهمية ما حصل في 14 شباط ليس.

استغرق الرد الأميركي على اعتداء قاعدة البرج في الأردن ومقتل ثلاثة جنود أميركيين وجرح آخرين أكثر من خمسة أيام، ضمنت إجلاء جميع أفراد الحرس الثوري الإيراني وقادة.

الهجوم بمسيرة على قاعدة أميركية في شمال شرقي الأردن، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من القوات الأميركية وإصابة ما لا يقل عن 34 آخرين، يراكم التحديات.

نجحت كل من إيران وإسرائيل في وقت قياسي، بحشد أكبر عدد من الخصوم أو خسارة أكبر عدد من الأصدقاء؛ فإيران فقدت التعاطف الأوروبي معها المعلن أو الخفي.

العمليات الحوثية في البحر الأحمر وباب المندب والردود الأميركية - البريطانية عليها بقصف أهداف للحوثيين في اليمن فتحت الباب مشرعاً أمام انتقاد السياسة الأميركية.

قد يصيب حقاً من يعد أن المنطقة بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 هي غير ما قبله. مفاجأة عملية «طوفان الأقصى» أنتجت حرباً لم تقضِ على البشر والحجر فحسب، بل جاءت.

لم يعد السؤال حول قدرة الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل ذا جدوى، وهي الداعم الرئيس لها عسكرياً ومالياً، وتؤمن الغطاء لتل أبيب في المحافل الدولية، بل السؤال.

حرب غزة 2023 المستمرة منذ ما يقارب ثلاثة أشهر والتي وسمت السنة الفائتة بالدم والدمار، ستبقى على الأرجح متصدرة العناوين الرئيسية سنة 2024.

تحُول الولايات المتحدة دونَ صدور قرار لمجلس الأمن لوقفٍ فوري لإطلاق النار في غزة، عبر استعمالها حق النقض، مقابل إجماع بقية الأعضاء، واقتصرت موافقتها على مسودة

من ينظر إلى التأزم اللبناني في سياقه الإقليمي والدولي، لن يستغرب وإن استنكر، السجال الحاصل في لبنان بشأن التمديد لقائد الجيش اللبناني جوزيف عون.