تيريز رافائيل

«كورونا» يكشف عن ثغرات لإصلاح الاتحاد البريطاني

يُقال في وسائل الإعلام إن المملكة المتحدة لديها أسوأ ما يمكن أن يوجد في العالم عندما يتعلق الأمر بفيروس «كورونا المستجد».

إجراءات الحجر الصحي البريطانية والمليارات الضائعة

في الوقت الذي بدأت أعداد الإصابة بفيروس «كورونا» تتراجع، رفعت دول أوروبية القيود التي فرضتها على السفر للخارج وبدأ الناس يستعدون لإمكانية ركوب الطائرات من جديد.

بريطانيا بين الإغلاق وحماية الصحة الوطنية وإنقاذ الأرواح

خاضت أندية بطولة الدوري الألماني الممتاز لكرة القدم مواجهات داخل استادات خالية، في الوقت الذي يلتقي الإيطاليون لتناول العشاء داخل المطاعم مع التزام قواعد التباعد الاجتماعي، مع بدء تدفق السياح من جديد على أكروبوليس في اليونان. شيئا فشيئاً، عادت أوروبا لتفتح أبوابها من جديد. إلا أن هذا الأمر لا ينطبق على بريطانيا. هنا، كانت مسألة رفع القيود محط جدل مرير وتخبط وتوتر. ومع أن البريطانيين ربما يتدفقون على المتنزهات والطرق من جديد، فإن 46% منهم يرون أن التغييرات المحدودة التي أُدخلت في الفترة الأخيرة على قواعد الإغلاق مبالغ فيها للغاية.

جونسون في مواجهة الإخفاقات أمام «كورونا»

نادراً ما تنجح الحكومات في إدخال تغييرات راديكالية على منظومات قائمة، ناهيك عن ابتكار منظومات جديدة تماماً والعمل على تعزيز نتائجها في غضون فترة زمنية قصيرة. ولذلك، بدت الحكومات مرتبكة عندما ضرب وباء فيروس «كورونا» وعصف بالأرواح. ومع هذا، ظهرت نقطة مضيئة نادرة في استجابة المملكة المتحدة الرديئة في مجملها في الإعلان الصادر عن وزير الصحة مات هانكوك، الذي بدا كطفل تعج شهادته المدرسية بالإخفاقات، وخرج ليعلن أخيراً عن نجاح استثنائي في إحدى المواد. كان واضحاً تماماً أن منصب هانكوك على المحك.

عودة «بريكست» رغم «كورونا»

تسببت جائحة فيروس كورونا في إغلاق المدارس، والمطاعم، والمكاتب الإدارية، ونقل رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى العناية المركزة، ودخول قطاعات كثيرة من اقتصاد المملكة المتحدة إلى حالة من الجمود المعلقة. وعلى الرغم من ذلك، لم يؤدِ كل ذلك إلى حيود المملكة المتحدة عن مسارها بشأن مغادرة الاتحاد الأوروبي. وأكد وزير الخزانة البريطاني، خلال المؤتمر الصحافي اليومي الذي تعقده المملكة المتحدة، أن الحكومة البريطانية ملتزمة تماماً بالجدول الزمني الحالي فيما يتصل بالمحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، والتي سوف تُستأنف يوم الأربعاء.

انتقادات لاستراتيجية بريطانيا للخروج من الأزمة

بعد من استمرار أعراض فيروس «كورونا المستجد» لديه، بات رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أول زعيم لدولة عظمى يتم إدخاله إلى المستشفى بسبب الإصابة بـ«كوفيد - 19»، وصحيح أن المرض هو أمر سيئ في جميع الأوقات ولكن لا يمكن أن تكون هناك لحظة أسوأ من تلك التي عاشها رئيس الوزراء البريطاني الذي بات مريضاً بعدما أصبح شخصية بارزة في حزبه وفي المملكة المتحدة، والذي حصل على تقييمات قوية خلال الأزمة الحالية، وحتى في هذه الحال من أن غياب جونسون كان لفترة قصيرة فقط، فإنه ربما أدى إلى تعقيد الاستجابة الوطنية للفيروس التاجي الذي أثار قائمة طويلة من الأسئلة حول مدى تأثيره على البلاد. وقال وزير المجتمعات المحلي

المستشفيات تخسر معركة «كوفيد ـ 19»

تُوفي خلال الأسبوع الماضي أربعة أطباء بريطانيين بسبب فيروس «كوفيد - 19»، وكان أصغرهم يبلغ من العمر 55 عاماً، ومن المتوقع أن يتوفى المزيد إذا لم تعالج الحكومة سريعاً النقص في معدات الوقاية الشخصية في المستشفيات والمراكز الطبية. لم تكن الجمعية الطبية البريطانية تبالغ في الأمر حين ذكرت أن العاملين في مجال الرعاية الصحية ممن يعالجون مرضى فيروس «كوفيد-19» يواجهون نقصاً مهدداً للحياة في معدات الوقاية الشخصية، مطالبة وزير المالية بزيادة التغطية التأمينية الخاصة بالوفاة أثناء الخدمة.

خطة كامنغز «الغريبة» لحكم بريطانيا

لا يعد دومينيك كامنغز، كبير مستشاري رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أول شخص يدّعي أن الحكومة البريطانية معرّضة لاختلالات كبيرة. في الواقع، مثل هذه الأفكار تقوم عليها صناعة كاملة من الاستشاريين والأكاديميين والسياسيين الذين يركزون كامل جهدهم على تحديث الدولة. إلا أن قليلين للغاية يفكرون بالصورة شديدة الراديكالية التي يبديها كامنغز في هذا السياق. جدير بالذكر أن كامنغز كان العقل المدبّر وراء إدارة حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي في أثناء استفتاء 2016 الناجح، وكذلك حملة جونسون للفوز برئاسة حزب المحافظين.

قصة «بريكست» التي لم تنتهِ

على ما يبدو، تحول «بريكست» إلى ما يشبه واحدة من قصص قبل النوم تسير على النحو التالي: كانت الوجبة مناسبة تماماً، والتهم البرلمان اتفاق «بريكست» الذي طرحه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ثم توجه ليخلد إلى النوم راضياً. النهاية. بطبيعة الحال، لم يستسِغ أعضاء البرلمان اتفاق «بريكست»، ولم تنتهِ هذه القصة بعد. بدلاً من ذلك، عملت الجلسة البرلمانية التي عقدت السبت، بمثابة حلقة تعذيب جديدة للناخبين البريطانيين الراغبين في أن ينتهي الأمر برمته فحسب.

جونسون لا يعبأ بخسارة معركته أمام الاتحاد الأوروبي

هناك أمران يجعلان مسألة «بريكست» شديدة التعقيد، وأشار بوريس جونسون إلى واحد منهما خلال الخطاب الذي ألقاه أمام مؤتمر لحزبه، الأربعاء، بقوله: «مناقشات فنية» مع مسؤولين مرهقين في الاتحاد الأوروبي. أما الأمر الآخر فيتعلق بالجانب السياسي، وبالطبع يتداخل الجانبان الفني والسياسي، لكن لا يمكن إنجاز «البريكست» من دون حسم الجانبين. وبدا اتفاق تيريزا ماي الذي أقر فكرة «المسند الآيرلندي» التي أصبحت سيئة السمعة الآن (هي عبارة عن ضمان عدم وجود حدود صلبة بين الشمال والجنوب) أنه حل المشكلة الفنية، لكن على حساب الجانب السياسي.