باسم الجسر
كاتب لبناني

الوفاق السياسي اللبناني الجديد

لا شك في أن اللبنانيين، في غالبيتهم، استقبلوا التطورات السياسية الأخيرة بكثير من الفرح والتفاؤل. وشاركهم المجتمع الدولي وأصدقاء لبنان في العالم في هذه الفرحة، رغم الأصوات المعارضة أو المتحفظة التي لم تغب عن هذا الجو السياسي الوطني المؤمل.

ماذا بعد ترشيح الحريري للجنرال عون؟

سؤالان كبيران ارتفعا بعد إعلان زعيم كتلة «المستقبل» في لبنان، سعد الدين الحريري، ترشيحه للجنرال عون لرئاسة الجمهورية؛ الأول هو: هل سيتم انتخاب الجنرال بإجماع وطني من كل القوى السياسية في نهاية هذا الشهر؟ أم أن معارضة جديدة سوف تنشأ بعد خلط الأوراق السياسية المفاجئ في لبنان؟ أما السؤال الثاني - والأكبر - فهو حول تأثير وصول الجنرال عون، حليف حزب الله وبالتالي النظام السوري، والمعارض لاتفاق الطائف، والمصر على استعادة دور رئاسة الجمهورية الممثلة للمسيحيين سياسيًا في ثلاثية الحكم، كما كان قبل اتفاق الطائف والدستور الذي انبثق عنه.

كسر الحلقة المفرغة

هل ستكون هذه الفوضى المتعددة العناوين والأهداف التي تمزق العالمين العربي والإسلامي، اليوم، هي آخر النكبات التي تعرضت لها دولهما وشعوبهما منذ استقلالها؟ نكبة 1948 التي شردت شعبا عربيا من أرضه، وزرعت في قلب العالم العربي دولة عنصرية هجينة تهدده في سيادته وأمنه؟ أم نكبة يونيو (حزيران) 1967 التي حطمت حلما قوميا ومكنت إسرائيل من ابتلاع كل فلسطين وكل القدس؟

طهران والقضية الفلسطينية

منذ اليوم الذي جلس فيه الخميني على عرش الجمهورية الإيرانية واستقبل ياسر عرفات معلنًا تأييده للقضية الفلسطينية.. حتى يومنا الذي يقاتل فيه «حزب الله» المعلن الولاء لإيران وولاية الفقيه في سوريا، الشعب السوري الثائر على نظام حكمه الذي لم يسبق في التاريخ شبيه به جورًا وقمعًا وظلمًا.. لم تكفَّ طهران عن رفع راية مقاومة إسرائيل والتهديد بإزالتها من الوجود، ومد حلفائها فيما سمي جبهة الممانعة والمقاومة، التي تضم الأنظمة الحاكمة في العراق وسوريا و«حزب الله» في لبنان وحماس في قطاع غزة..

كوابيس لا بد من التخلص منها

الموضوع الرئيسي في وسائل الإعلام الفرنسية طوال شهر أغسطس (آب) المنصرم لم يكن الشرق الأوسط الملتهب، ولا الانتخابات الأميركية، ولا أولمبياد ريو دي جانيرو، بل قضية «البوركيني». وهو اسم مركب من كلمتي «البوركه» و«البيكيني»، أي البرقع ومايوه السباحة في الغرب. رؤساء بلديات جنوب فرنسا اتفقوا على منع المسلمات المرتديات للبوركيني المغطي للجسم والشعر، من ارتياد الشواطئ وممارسة السباحة فيها. ومجلس شورى الدولة الفرنسي أفتى بلا دستورية قرار البلديات لتعارضه مع حقوق الإنسان وحريته.

الانفتاح السعودي على الشرق الأقصى

بعد جولته الموفقة في الغربين الأميركي والأوروبي، واصل ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مسيرة التحولات الاستراتيجية للمملكة، بجولته في الشرق الأقصى ودوله الكبرى، وفي مقدمتها الصين واليابان، حيث وقعت سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية والمالية التي تشكل عناوين جديدة في عملية تنفيذ استراتيجية «رؤية 2030». ولقد أجمع المراقبون الاقتصاديون على الإشادة بالسياسة الاقتصادية السعودية الجديدة، التي تهدف إلى تنمية الاقتصاد السعودي، الذي يعتمد حتى الآن على واردات النفط إلى اقتصاد إنتاجي استثماري حديث، ونوهت بترحيب الدول والرساميل الدولية في الاستثمار في المملكة وشراء السندات السعودية، نظرًا لمتانة اق

ما بعد التحول التركي؟

لا مغالاة في القول إن العالم دخل «حربا عالمية ثالثة» بدأت مع الربيع العربي، وتمادت إلى ما يدور الآن في الشرق الأوسط من تقاتل متعدد الأطراف ومتداخل أو متناقض الغايات، تشارك فيها دول واسعة الأهداف، ووصل إلى حجم مشاركة الدول الكبرى فيه. صحيح أنها ليست ولن تكون حربا كلاسيكية بين جيوش تتقاتل على الأرض وفي الجو والبحار، على غرار الحربين العالميتين الأخيرتين. وأن السلاح النووي لن يستعمل لحسمها كما حدث عام 1945 مع اليابان، ولكنها لن تكون حربا قصيرة العمر والمدى أو قليلة الضحايا. ولن تتوقف بهزيمة حاسمة لأحد أطرافها أو إحدى مجموعاتها المتحالفة ظاهرا والمتعارضة الأهداف والاستراتيجية، فعلا.

الحوار السياسي المرصود في لبنان

على الرغم من شك معظم اللبنانيين بجدوى «طاولات الحوار» التي «لم يطلع منها شيء»، وخيبتهم من جراء عجز مجلس النواب عن انتخاب رئيس للجمهورية، وسن قانون جديد للانتخابات النيابية، واقتصار الحكومة على تصريف الأعمال. بل على الرغم من الضائقة الاقتصادية التي أصابت معظم قطاعاته، فإن لبنان، مقارنة بما تعاني منه بعض الدول والشعوب العربية الشقيقة لا يزال - إلى حد ما - بخير. فالتوترات السياسية، أو الطائفية، أو المذهبية، لا تتعدى درجة محتملة من الحدة والتحدي، والمظاهرات الشعبية لا تتعدى في عنفها حرق إطارات السيارات، وقطع الطرقات لمدة ساعة أو ساعتين.

الدول العظمى أيضا خاسرة

أربعة أو خمسة أحداث شهدها العالم في الأسبوعين الأخيرين سيكون لها تأثير مباشر على المحنة التي يتخبط فيها الشرق الأوسط، وخصوصا الدول العربية التي تجري تصفيات الحسابات الدولية والإقليمية على أرضها وبواسطة أبنائها.

خلط جديد لأوراق الصراعات في الشرق الأوسط

مرة أخرى تشهد «لعبة» الشرق الأوسط المتفجرة والدامية خلطا للأوراق في أيدي اللاعبين، ابتداء بتحرير الفلوجة من براثن «داعش» - وبأي ثمن؟ - وانتهاء بسلسلة التفجيرات الانتحارية التي طالت مدنا عربية وأوروبية عدة. مع استمرار القصف الجوي الدولي والروسي وإعلان واشنطن للمرة الخامسة أو السادسة عزمها على تسليح وتدريب بعض الفصائل المعارضة في سوريا، وزيادة عدد الخبراء والمدربين العسكريين في العراق...