راجح الخوري
كاتب لبناني

السياحة في عالم الوطاويط!

في بداية الأسبوع الماضي، كان وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر يزفّ البشرى السعيدة، إلى الشعب بأنهم ذاهبون إلى العتمة الكاملة منتصف مايو (أيار) الحالي، أي هذين اليومين، وخصوصاً بعدما قرر مجلس شورى الدولة رفض تقديم سلفة الفيول إلى شركة الكهرباء، تأكد أن اللبنانيين لا يذهبون إلى جهنم التي تشّع بالنيران المتأججة كما سبق وقال لهم الرئيس ميشال عون قبل شهرين، بل إلى عالم «إيريبوس» الذي يمثل في الميثولوجيا الإغريقية، القسم السفلي الدامس الذي يقع إلى جانب «هاديسوس» عالم الأموات. لا شك أن وزير السياحة البروفسور رمزي المشرفية قرأ عن هذا، ولهذا كانت الدهشة القصوى عندما قرأ اللبنانيون أنه صعد على رأس وفد نقب

العراق واستعادة هويته

هل يمكن فعلاً أن يترجم العراق عملياً، الرغبة التي أعلن عنها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يوم الاثنين الماضي، عندما قال «إن العراق كان ساحة لتصفية الحسابات، وتمكنا من تحويله ساحة للقاء المتخاصمين»، في إشارة إلى ما هو متداول من عقد لقاء سعودي - إيراني في بغداد؟ واضح من خلال المواقف المعلنة، أن هناك رغبة في التقدم والتفاهم في سياق الحوار بين إيران والمملكة العربية السعودية، فلقد تغيّر الزمن الذي كان يدير العراق منتدب إيراني بامتياز هو نوري المالكي، الذي سبق أن حاول إفشال زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان إلى بغداد في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2017، في وقت كانت الإدارة

نظرة فرنسية أخيرة على لبنان المحتضر؟

قياساً بالانهيار الشامل ووصول التايتانيك اللبنانية إلى ما سبق أن أشار إليه رئيس الجمهورية ميشال عون، أي إلى قاع الجحيم، لا يكمن الرهان قطعاً على أي حلول مفاجئة أو ناجحة ولو بدائية، يكون قد حملها وزير الخارجية الفرنسي جان - إيف لو دريان في زيارته الأخيرة الخميس إلى بيروت، ولو أنه استبق زيارته هذه المرة مكتفياً من كل عبارات التوبيخ اللطيف، التي سمعناها سابقاً من الفرنسيين، وخصوصاً الرئيس إيمانويل ماكرون بكلمة «ساعدونا كي نستطيع مساعدتكم». لم يكرر حتى ما سبق أن قاله بيار دوكين، سفير «مؤتمر سيدر»، الذي سبق أن أقر للبنان مساعدات وهبات بقيمة 11 مليار دولار، من «أن لبنان بلد غير قابل للإصلاح».

عاصمة دولية للمخدرات؟

في الرابع من أغسطس (آب) الماضي، انفجرت شحنة النترات التي دمرت المرفأ وهشّمت بيروت وحطّمت هيبة الدولة اللبنانية، ونهاية الأسبوع الماضي انفجرت شحنة المخدرات المرسلة إلى المملكة العربية السعودية، والتي يمكن أن تدمّر نهائياً عمليات تصدير المنتوجات الزراعية اللبنانية إلى كل دول الخليج، بما سيهشّم نهائياً آخر متنفس في الاقتصاد اللبناني المتهاوي.

فيينا: عضٌّ على الأصابع النووية!

الثلاثاء الماضي، توقفت المفاوضات النووية التي تجري في فيينا حتى الأسبوع المقبل، في إشارة جديدة ضمنية إلى أن هذه المحادثات ما زالت تراوح تقريباً عند الشروط الأميركية التي ترفضها طهران، وعند الشروط الإيرانية التي ترفضها واشنطن.

«كورونا»... مستقبل قاتم للعالم!

نهاية الأسبوع الماضي رسم تقرير وضعه عدد من الخبراء في وكالة الاستخبارات الأميركية صورة قاتمة لمستقبل العالم.

الرياض: «لبنان أولاً»... ولكن!

في 25 مارس (آذار) الماضي بدا واضحاً أن هناك رغبة في زج المملكة العربية السعودية، في معمعة الخلاف المتصاعد بين الرئيس ميشال عون، والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، والذي بدا أنه قرر أخيراً أن يضرب يده على الطاولة رافضاً أي محاولة للقائه مع جبران باسيل، صهر عون، بعدما تردد قبل أيام أن هناك محاولات فرنسية جرت لترتيب لقاء بينهما في باريس، وبعدما قيل إن هناك محاولة أخرى من الرئيس نبيه بري في هذا السياق، انتهت برفض الحريري أي لقاء مع باسيل، «لأن عملية تشكيل الحكومة مسألة يُفترض أن تتم بالتفاهم مع رئيس الجمهورية لا مع صهره». في أي حال كان من الواضح أن الإفاضة في تسويق الحديث عن دعوة فرنسية ممك

لبنان: الفساد هو الدولة!

رغم أنها تعرف جيداً أنها لن تتمكن في نهاية الأمر من استئصال سرطان الفساد السياسي الذي ينخر في لبنان، ويضرب عميقاً في آخر مفاصل الدولة اللبنانية، فإن الإدارة الفرنسية تواصل الدفع في اتجاه انتشال هذا البلد من الغرق والدمار، ولكن تحذيرات وزير خارجيتها جان - إيف لودريان المتكررة، جاءت هذه المرة معطوفة على توافق عربي - أوروبي شامل، يدعو إلى تشديد الضغوط على عدد من المسؤولين اللبنانيين، ويحذرهم من عقوبات تشمل تجميد أموالهم، ومنعهم من السفر، بغية دفعهم إلى تشكيل حكومة كفؤة وجاهزة للعمل بمسؤولية وجدية، ولكن هذا لن يؤدي حتماً إلى أي نتيجة على ما يبدو. قبل أيام، قال الرئيس نبيه بري الكلام إياه، الذي سبق

الاتفاق النووي مع إيران مات؟

مَن نصدق المرشد علي خامنئي الذي يرفع سقف التصلب في وجه الرئيس الأميركي جو بايدن، أم الرئيس حسن روحاني، الذي بدأ التراجع وعرض التنازلات، عندما قال، يوم الأربعاء الماضي، إن إيران مستعدة للعودة إلى الاتفاق النووي، ولن تتمسك بشروطها السابقة أي ضرورة أن تتقاضى تعويضات عن أعوام الحظر الثلاثة، أي بين عام الاتفاق مع الرئيس الأسبق باراك أوباما في 2015 وعام إلغاء الاتفاق مع الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018. واضح تماماً أن روحاني لم يكن ليعرض الاستعداد لتقديم التنازلات وهذه بدايتها، لو لم يكن خامنئي يوافق ضمناً في ظل الاختناق الاقتصادي المتزايد الذي ينهك النظام الإيراني، ورغم أنه يمكن تقييد هذين الموقف

كسر عظم بين عون والحريري؟

في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي عندما سُئل الرئيس ميشال عون، إلى أين نتجه إذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة، لم يتردد في القول «مباشرة إلى جهنم»، ورغم كل التعليقات والمآخذ على هذا الكلام الذي صدر فاجعاً، عن رئيس للجمهورية أقسم على حماية البلاد والدستور، فقد بدا عون مساء الأربعاء الماضي، كمن يضع المفتاح في بوابة جهنم ليفتحها على مصراعيها أمام اللبنانيين، الذين تجمع كل المراجع السياسية والاقتصادية والأمنية، على أنهم يقفون على حافة فوضى عارمة، لا يتخوف منها المواطنون فحسب، بل لا يتوانى الوزراء المسؤولون عن التحسب الأمني لها. يوم الأربعاء قيل للبنانيين إن عون سيوجّه لهم رسالة مساءً في ساعة الأخبار، وحَسِب