إسماعيل التزارني
يوميات الشرق نور الدين في مشغله («الشرق الأوسط»)

تاريخ العمران في المغرب بـ «كلمات» من فخّار

يقف المغربي نور الدين خايف الله في ركن من أركان ورشته وراء طاولة كبيرة، مشمّراً عن ساعديه، وأصابعه تداعب طين الصلصال الطيّع ليحوله بمهارة فائقة إلى مساجد وقصور وقصبات وصوامع بأحجام صغيرة تحاكي تماماً صروحاً عمرانية في المغرب وخارجه. تعج ورشة نور الدين في مدينة سلا قرب العاصمة المغربية الرباط، بأشكال مختلفة لأسوار وبوابات وقلاع وغيرها، حرص على صنعها بشكل ينقل ما في المدن والقصبات التاريخية المغربية، كما كانت في أوجها وليس كما هي عليه اليوم. يقول نور الدين لـ "الشرق الأوسط" إن صنع مجسّم لقصبة أو مسجد ما، "لا يعني أن تأخذ الطين وتحاكي الجدران"، موضحا أنه كثيرا ما يركن إلى قراءة تاريخ مبنى ما قبل

إسماعيل التزارني (الرباط)
يوميات الشرق عبد الكريم بلفرحون في منزله («الشرق الأوسط»)

مغربي مولع بالساعات القديمة يحوّل بيته إلى «متحف»

يستقبلك بيت المتقاعد المغربي عبد الكريم بلفرحون في العاصمة المغربية الرباط بباب بسيط، مصنوع من قضبان حديد وسيقان قصب، لكن بمجرد تجاوز عتبته يجد الزائر نفسه في قلب لوحة فنية بديعة، تتشكل من أثاث بتصاميم فريدة وجدران تغطيها اللوحات الملوّنة المزيّنة بالخرز الخشبي، وساعات قديمة موزعة في أركان البيت بترتيب متقن، فيما تدلت من السقف ثريات مختلفة الأشكال.

إسماعيل التزارني (الرباط)
يوميات الشرق القراب محمد في الرباط («الشرق الأوسط»)

«القراب» في المغرب... الماء كاد يجفّ في مهنة تقاوم الزمن

بينما يزدحم مدخل باب شالة في العاصمة المغربية الرباط بالداخلين إلى قلب المدينة العتيقة والخارجين منها، وتشتد الجلبة وتعلو أصوات الباعة المتجولين، يقف الرجل الستيني محمد بلباسه الأحمر المميز منبّهاً العطاش بجرس نحاسي في يده، وقربة ماء معلقة على ظهره. إنه "القراب" بائع الماء. "القراب" محمد واحد من بين اثنين فقط لا يزالان يمارسان هذه المهنة القديمة في الرباط.

إسماعيل التزارني (الرباط)
يوميات الشرق الخزّافون في المغرب... صراع من أجل البقاء

الخزّافون في المغرب... صراع من أجل البقاء

فيما جلس إدريس أمام متجره لبيع أواني الفخار في منطقة "الولجة" بمدينة سلا القريبة من العاصمة المغربية الرباط، عارضاً سلعه بألوانها الزاهية، والمرتبة بإتقان أمام باب المحل وعلى جنباته، انزوى المعلّم ميلود وراء آلته الخاصة بصناعة الفخار في الورشة القريبة، وانشغلت يداه بتطويع الطين، صانعا منه أشكالا مختلفة، أما محمد فقد نزل في صهريج صغير وشرع في تحريك رجليه بقوة ليخلط الماء بالتراب... أواخر سبعينات القرن الماضي، أمر العاهل المغربي الحسن الثاني بتجميع 18 حرفياً يمتهنون صناعة الفخار كانوا على ضفة واد أبي رقراق في منطقة الولجة، في مجمع للخزف يقام في المكان نفسه، فارتفع عدد المحلات قبل أن يتقلص بعد سن

إسماعيل التزارني (الرباط)
يوميات الشرق قصر أيت بنحدو في جنوب المغرب... رحلة في قلب التاريخ

قصر أيت بنحدو في جنوب المغرب... رحلة في قلب التاريخ

بأسواره وأبراجه الطينية ونوافذه الصغيرة وأزقته الضيقة والملتوية، لا يزال قصر أيت بنحدو الذي بني قبل عشرة قرون، شامخا في قرية تحمل الإسم نفسه، وتبعد ثلاثين كيلومترا عن وسط مدينة ورزازات في جنوب شرق المغرب، حيث تتشبث دوره وقصباته بشكل عجيب بمنحدر هضبة كبيرة تطل على نهر أونلا. يستقبل القصر القادم إليه من الضفة الأخرى لنهر أونلا بقنطرة إسمنتية بنيت حديثاً. وبمجرد المرور عبر القنطرة، يجد الزائر نفسه بين أسوار القصر، وما هي إلا خطوات حتى تواجهه لوحة من حديد كتب عليها: "قصر أيت بنحدو يرحّب بكم"، وأخرى تحمل تصميما للقصر.

إسماعيل التزارني (ورزازات)
العالم العربي «الشينوية» فيتنامية من مؤسسي «قرية الصينيين» في المغرب

«الشينوية» فيتنامية من مؤسسي «قرية الصينيين» في المغرب

بجسدها النحيل وقامتها القصيرة تتنقل بين شجيرات بستانها بكد واجتهاد وبخطى حثيثة، والمعول في يدها تستعمله للحفر بين الفينة والأخرى. كلما رفعت رأسها يظهر وجهها الصغير ذو القسمات الآسيوية الذي حفر فيه الزمن أخاديد تختزل حكايات جديرة بأن تروى. هكذا تمضي هيان، المرأة السبعينية، أو "الشينوية" كما يناديها أبناء المنطقة، يومها في "دوار الشينوا" - قرية الصينيين- في ضواحي مدينة سيدي يحيى الغرب المغربية التي تبعد 65 كيلومترا عن الرباط، وحيث استقرت مع عائلتها منذ 45 سنة. وتعني كلمة دوار التجمع السكني في بادية ما في التقسيم الاداري المغربي، أما "شينوا" فتعني الصينيين نسبة إلى الاسم الفرنسي للصين "Chine".

إسماعيل التزارني (سيدي يحيى)