عواد ناصر
يوميات الشرق التربية وقراءة العمل الفني

التربية وقراءة العمل الفني

نادرون هم الفنانون التشكيليون العرب الذين قدموا دراسات نقدية في الفن التشكيلي، وطريقة تذوق الفن، وقراءة الأعمال الفنية، ومن هؤلاء الفنان التشكيلي موسى الخميسي، المقيم في إيطاليا، بكتابه «مناهج التربية الفنية في المدارس والمعاهد - التربية الجمالية في الفكر المعاصر»(*). الكتاب من القطع الصغير لكنه كبير في محتواه وفائدته وتأثيره وضرورته، على الأخص في قضية التربية الفنية للأطفال العرب في مراحل متتالية من دراستهم وتطورهم العقلي والفني وتغير مستوى الإدراك والحس لديهم من شكله البسيط إلى المركب، وفق تعاقب السنين وتراكم التجارب. التربية الفنية هي البنية التحتية لمجمل وسائل معرفة الذات والعالم.

عواد ناصر (لندن)
ثقافة وفنون «الحياة بنقالة متهالكة»... قصيدة الشباب السوداء

«الحياة بنقالة متهالكة»... قصيدة الشباب السوداء

يتمثل جيل القصيدة العربية الشاب إيهاماً موازياً عسيراً، وهو يحاول احتواء وجعه من دون أن يتخلى عن أحلامه.

عواد ناصر (لندن)
يوميات الشرق الدخول إلى مدينة الفن

الدخول إلى مدينة الفن

مدينة الفن لا تشبه أي مدينة، فهي مكان مفتوح ومشاع، بلا حراس ولا قوانين زاجرة، بل قوانينها داخلية على ضوء شروط الذائقة والحوار ورعشة الذات، إثر دهشة بسبب نظرة على غاية الحساسية للأثر الجميل الذي لا يخدع الجمهور. ثمة «وفرة» في النتاج الفني، قد تصيب المتلقي بالحيرة، أمام هذا التنوع من الرسائل المضمرة في الأعمال الفنية، وهي «وفرة» ترتبط، طردياً، بـ«وفرة» منتجي الفنون على اختلاف رؤاهم ومواقفهم، وأسلوب تفاعلهم مع العالم المعقد: العالم الخليط بين الواقع والخيال والجنون. إنها نوع من «الوفرة النادرة»؛ لأن الجميل نادر في عالم اليوم، ولأنه ناتج من عقل عبقري لا يوجد منه الكثير، وما الجنون الذي يُتهم به ال

عواد ناصر (لندن)
يوميات الشرق شاعرة تجمع زجاج الناس المهشمين

شاعرة تجمع زجاج الناس المهشمين

ثلة ذكية من الشواعر المغربيات يتدافعن في الباحة المفتوحة على الألم، لينثرن ضفائرهن الخضراء تحت شمس أفريقيا الكثيرة من المتوسط حتى الأطلسي. سنية الفرجاني في مجموعتها الشعرية الجديدة، «امرأة بني باندو»، منشورات «برسيكتف»، 2017، واحدة من تلك الثلة الذكية، وهي تفكك نصها وتركبه على وفق تدبير لغوي حساس لتصنع بصمتها التعبيرية الخاصة، إذ تحاول أن تقول لقارئها: إن الباحة تحتشد بالكثير، غيرنا، نحن بنات الثلة الذكية، حيث التشابه والقص واللصق، إذ علينا أن نلفت الانتباه عبر البوح لا الضجيج. ليس سهلاً أن يعثر الشاعر (ة) على كرسيه البسيط لكن في الركن الواضح من تلك الباحة، إذ عليه أن يمر بلحظات مزمنة من المكا

عواد ناصر (لندن)
يوميات الشرق الستائر

الستائر

الستائرُ من خارجِ الْبَيْتِ - حين مررتُ ببيتكِ - أو بيتِنا سابقاً - مغلقةْ. والأفاريزُ، كلّ الأفاريزِ، لم تتسعْ زنبقةْ. مثل من يغلقُ الحقلَ خوفَ لصوصِ البساتينِ لا، لم أكن أي لصٍّ، كما تعرفينْ. مررتُ، فقط، لأتأكد من نبضِ خطوي على العتبة. بعدَ دهرٍ من أغنيةٍ غامضةْ. لم تكوني هناكَ وأنا لم أكنْ وضربتُ الجرسْ ثم أنصتُّ لكنّك ما فتحتِ لي البابَ حتى توقعتُ أنك نائمةٌ، أنتِ ممن ينمن الظهيرةَ، بقميصٍ من الغيمِ أزرقَ، كُنتُ أراكِ وإن لم تكوني هناكْ وأنا لم أكنْ ودخلتُ، الصراحةُ: لا أعرفُ، اليومَ، كيف دخلتُ ومن فتحَ البابَ لي. لم أجدكِ ولكنني، إذ خطوتُ إلى غرفةِ النومِ، كان السريرُ على غاية الاضطر

عواد ناصر
ثقافة وفنون معجم الأمثال الصينية... مقاربة عربية

معجم الأمثال الصينية... مقاربة عربية

الترجمة نوع من السفر. يأخذنا الكتاب المترجم إلى اللغة البعيدة، وبقيادة مترجم حاذق يكون السفر مريحاً وممتعاً، وهو يتيح لنا تأمل ثقافات العالم، عبر الزمان والمكان، ليزداد وعي القارئ وتصقل طريقة قراءته، وترتقي ثقافته لأن الكتاب المترجم ينطوي على اكتشافات بليغة أكثر من الكتاب المكتوب باللغة الأم. كتاب مجلة «الفيصل» السعودية، المجاني، صدر تحت عنوان «معجم الأمثال الصينية - مقاربة عربية للشعريات الصينية» قبل أيام، بترجمة الشاعر د.

عواد ناصر (لندن)
ثقافة وفنون «أريستول»... اللاجئ الأفغاني الذي لا يتكلم

«أريستول»... اللاجئ الأفغاني الذي لا يتكلم

قرأت أغلب روايات الكاتب العراقي محمود سعيد (بين الخمسينات والستينات مقيم في شيكاغو) المتأخرة ولم أشعر بالملل، بفضل التشويق الذي يعده الكثير من النقاد عنصراً رئيسياً في تكوين السرد. الرواية العربية بين مد وجزر لعبت الجوائز في مجالها، المعنوي والنقدي، دوراً ليس بريئاً مما أدخل الرواية العربية في «حيص بيص» رغم أن روايات عربية جيدة تصدرت المشهد الروائي، اليوم، بفضل جدارتها الفنية وليس لسبب آخر، لكنها قليلة، ودائماً النادر نادر والمتوفر كثير. يشتغل محمود سعيد بأناة وتبصر مدركاً أن الرواية موقف سردي من العالم، راسماً ثيمات جوهرية في تشكيل حكاياته، مؤثراً التقاط ما هو مثير للجدل، متجنباً مجاملة «القا

عواد ناصر (لندن)
ثقافة وفنون «دم التفاح» شعر امرأة ترتكب الحرية

«دم التفاح» شعر امرأة ترتكب الحرية

حزينة بلا حزن صريح، وعاشقة من دون صراخ، إذ ثمة الإشارات أصوات والأصوات إشارات، وحيدة عند احتشاد العالم المشغول بنومه وأرباحه. قصيدة التونسية رفيقة المرواني ابتهالات خائبة فهي تنصب الفخاخ لقارئها ليشاركها الخيبة، أو تجليات الخسارة حتى البكاء، فخواتيم قصائدها انتقال غير متوقع بعد أن أسرفت في المضي إلى طريق متوقع سرعان ما ينتهي إلى اللامتوقع، وهذا ما يجذبنا في تجربتها الشعرية المبكرة «دم التفاح».

عواد ناصر (لندن)