عن منشورات «المتوسط» بإيطاليا، صدرت حديثاً مجموعة الشاعر عبده وازن الجديدة «لا وجه في المرآة». وهذه المجموعة يمكن أن نعدها، مع شيء من التجوز، من الأعمال السير ذاتية الشعرية التي أقدم على كتابتها الشاعر بنباهة فائقة وحس استعاري مرهف. فنصوص هذه المجموعة تنطوي على أمشاج من العناصر والإشارات التي تحيل إلى تاريخ أنا الشاعر، وتسلط الضوء على أسئلتها الروحية والشعرية والعاطفية...
جاء عبده وازن إلى الرواية من ضفاف القصيدة، إذ نشر عددا من الكتب الشعرية كان آخرها «الأيام ليست لنودعها». أنجز، من خلالها، قصيدة متطورة، ابتكرت لنفسها طرائق مخصوصة في تصريف القول وتشكيل الصورة. هذه الضفاف الأولى هي التي تسوغ حسه المرهف باللغة، بإيقاعاتها، بظلالها الإيحائية وبطاقاتها التخييلية الكبيرة. فلغة عبده وازن تشدنا إليها، قبل أن تشدنا إلى شيء آخر خارج عنها، تمتعنا بحضورها قبل أن تمتعنا بما تقول.
ويتجلى هذا الاحتفاء باللغة أقوى ما يتجلى في روايته «البيت الأزرق» الصادرة حديثاً عن دار ضفاف - بيروت والاختلاف - الجزائر.